الخط العربي

الخط العربي

 

منذ فجر الدين الجديد، شعر المسلمون بالحاجة إلى تزيين الكتب، المخطوطات، المساجد، القصور، وجميع المعالم الكبرى الأخرى، لكن العلماء، حرصًا على محاربة كل ما يذكّر بالشرك والوثنية، حظروا الرسم والنحت. لتعويض هذا الإحباط، استثمر الفنانون المسلمون كل مواهبهم في الخط العربي. لقد استغلوا ببراعة المرونة الاستثنائية والغنى اللافت للكتابة العربية لخلق روائع في فن الزخرفة. لقد نفخوا الحياة في الحروف، وحولوها إلى نباتات غنية بالأغصان، الأوراق، والزهور. كان التجمع الانسجامي بين الكتابة والنباتات أصل إبداع ما يسميه الغربيون "الأرابيسك" أو الزخرفة العربية. بعد بضعة قرون، أصبح الخط العربي شكلاً من أشكال التعبير الفني الأصيل ونمطًا زخرفيًا ساحرًا. بفضل هذه الظاهرة التاريخية الاستثنائية وهذه التحديات الكبرى، أصبح الخط العربي، بتنوعه، غناه الفني، وقدراته الإبداعية، نوعًا فريدًا من الكتابة في العالم.