متحف جربة قلالة

 

متحف جربة قلالة

من أعلى نقطة في جزيرة جربة (تلة "تاسيطا" التي ترتفع 52 مترًا فوق مستوى سطح البحر)، ينهض البناء المهيب لمتحف التراث بقلالة، أشبه بحصن من العصور الوسطى. يطلّ على الريف الجربي الأسطوري من الشرق — الغني بالذكريات — ويشرف على البحر الداخلي الواسع لبوقرارة، الذي تنعشه نسمات البحر القادمة من الغرب. وتنتشر عند سفحه البيوت البيضاء ذات القباب لقرية قلالة التاريخية، محاطة بأفران الخزف القديمة، وتفصلها عن البحر واحة عريقة تعود إلى آلاف السنين.

يُعد متحف التراث بقلالة مجمّعًا ثقافيًا واسعًا مخصصًا أساسًا لإبراز التراث الرائع للجزيرة، المعروف بروائعه، وأصالته، وعمق قيمه الثقافية والاجتماعية. وكفضاء متعدد الثقافات، يقدّم المتحف مجموعة كبيرة من التخصصات والأنشطة: يسلّط الضوء على الفنون التقليدية، والتقنيات والإبداعات الحرفية، وكذلك العادات والتقاليد الموروثة — وهي كنوز ثمينة ومتنوعة شكّلت شهرة جربة وغنى حضارتها المصغّرة منذ العصور القديمة.

يُعتبر متحف التراث بقلالة واحدًا من أكبر الفضاءات الثقافية في البلاد.

يمتد المتحف على مساحة مغطاة تفوق 4000 متر مربع، ويتكوّن من سلسلة من الأجنحة المتخصصة والمستقلة، يُعالج كل جناح منها موضوعًا مختلفًا: الأعياد، والتقاليد والعادات، والحرف، والأساطير والخرافات، والهندسة المعمارية الأصيلة، والموسيقى التقليدية، بالإضافة إلى صالة للرسم، وصالة لفن الخط العربي، وصالة فريدة من نوعها تُعرف بـ"بسكري"، وصالة للفسيفساء تعرض أعمالاً فنية معاد تركيبها من مدينة "ميننكس" الرومانية العريقة، الواقعة جنوب الجزيرة.

 

يُنظَّم العرض داخل المتحف من خلال تسلسل متناسق من المشاهد — بعضها متحرك، وبعضها الآخر معروض من خلال تمثيلات فنية. وتغمر الزائرين تجربة ساحرة حيث يبدو أن الزمن قد توقف. فزيارة المتحف هي بحقّ رحلة حقيقية بين الماضي والحاضر.